الأمة على شفا جرف هار- نحو إدراك الأزمة وبناء السردية الجامعة

إن الأمة العربية والإسلامية لم تعد تقف فحسب على مفترق الطرق، بل وصلت إلى حافة الانهيار، حيث الخطر محدق بالجميع: القادة والمواطنين، الظالمون والمظلومون، الشهود والمشهود لهم، دون استثناء لأي من الأيديولوجيات، وكذلك يتهدد مستقبل الشعوب وآمالهم، وطموحاتهم، ومستقبل الأجيال القادمة بأكملها.
إزاء هذا الوضع المأساوي، يبرز سؤال ملح: ما الذي يتعين علينا فعله لمواجهة هذه الأزمة العميقة والمتفاقمة؟
إدراك الأزمة!
إن إدراك حجم الأزمة وعمقها، يعني تجاوز ردود الأفعال الغريزية والعواطف السلبية، وتخطي مشاعر اليأس والحزن العميق، والأسى والألم، فضلاً عن الحسد والكراهية، والخوف والتربص، والاتهامات والتذمر، وكل ما يكشف عن الانقسامات الحادة في نسيج الأمة، وعن الخلافات المرعبة التي تهدد وحدتها.
تلك المشاعر السلبية، المتلاطمة كالأمواج العاتية، غالباً ما يصعب فهمها واستيعابها بسبب شدتها وتقلبها، وعشوائية اندفاعها ومفاجأتها.
لذا، فإن إدراك الأزمة ونحن نعيش تفاصيلها، هو التحدي الأكبر. قد يرى البعض أن هذا الأمر بديهي ولا يحتاج إلى نقاش، إلا أن طبيعة الأزمة الراهنة تفرض علينا التساؤل باستمرار. على سبيل المثال، كانت التساؤلات قبل ثورات الربيع العربي تدور حول طبيعة الأنظمة الحاكمة.
ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، ظهرت أسئلة أكثر عمقاً حول قوى الإصلاح والمعارضة، لدرجة أننا بدأنا نتساءل عن مدى استعداد المجتمعات، في بعض البلدان، لتبني مبادئ كالحرية والحقوق والديمقراطية، والتي أصبحت الأزمة تهددها بالتشكيك في إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.
ثم جاء السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتجددت التساؤلات الجوهرية حول هويتنا العربية والإسلامية، ووجودنا كأمة، وهل دولنا تقوم بأدوار وظيفية تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فحسب؟ أم أنها تسعى فقط إلى الحفاظ على السلطة؟ أم أنها مجرد ضحايا لظروف قاسية ومتغيرات متسارعة، لا تسمح لها باتخاذ القرارات التي يتوق إليها الكثير من العرب؟
هذه الأسئلة العميقة، التي تلازم الأزمات المحيطة بنا، تؤكد الحاجة إلى إدراك حقيقي للأزمة، لا من خلال محاولة الربط النظري بين القضايا المتفرقة، كما فعل الإصلاحيون عبر التاريخ وانتهى بهم المطاف إلى الفشل. فمثل هذه المقاربة غالباً ما تقود إلى نظرية، ثم إلى أيديولوجيا جديدة، ومن ثم إلى جدل لا ينتهي، وهو نهج متكرر في أدبيات الإصلاح العالمية.
هذا ما يسمى "التفكير المحدب"، الذي يسعى إلى استكشاف خيط ناظم يؤدي إلى نظرية شاملة، تتحول لاحقاً إلى أيديولوجيا.
أما ما نحتاج إليه اليوم، فهو "التفكير المقعر"، أي التعامل مع الأزمة باعتبارها لغزاً معقداً يحتاج إلى حل، والبحث عن الحلول من خلال أدوات تفكير أفقية، تمتد كشبكة واسعة، بهدف إيجاد أسهل الطرق للوصول إلى نتيجة عملية وملموسة.
في كتابه "بنية الثورات العلمية"، يشير توماس كون إلى هذه المنهجية، ويؤكد أن الأزمات تتطلب هذا النمط من التفكير.
لذلك، نرتكب خطأ فادحاً عندما نفكر بطريقة محدبة، بهدف بناء نظرية كبرى سرعان ما يكذبها الواقع، وتؤدي لاحقاً إلى خلاف أيديولوجي جديد.
علينا أن ندرك الأزمة التي نعيشها كما ندرك اللغز المحير، وأن ننخرط جميعاً في محاولة حله: المفكرون، والعلماء، والمسؤولون، وأصحاب الرأي، كلٌ من موقعه، وبما لديه من مسؤولية.
هذا ما يعزز قدرتنا على التعاون المثمر، ويجعلنا ندرك أن الأزمة معقدة ومركبة، وأن أي محاولة لتبسيطها أو اختزالها ستقود إلى استنزاف الموارد والطاقات، وإضعاف العلاقات، وتقليل تأثيرنا وفاعليتنا، فضلاً عن خطورة التصرفات الفردية في أوقات الأزمات المعقدة.
الواقعية والمثالية
هناك مجموعة من المسلمات الخاطئة التي تمنعنا من ممارسة التفكير المقعر، وفي علم الإدراك تعرف هذه الظاهرة بـ "المرجعية".
إذ نعيد كل ما نسمعه إلى تلك المرجعيات البسيطة التي نحملها في أذهاننا، ومن خلالها إما أن نتقبل ما نسمع أو نرفضه بشكل قاطع، خاصة إذا كانت تلك المسلمات مرتبطة بمشاعر عميقة فينا.
إن تفكيك هذه المشاعر والمسلمات المتجذرة أمر بالغ الصعوبة، وقد يجعل من التفكير في أسباب تخلفنا محاولة مثالية بحتة وغير واقعية.
فكيف يمكن إقناع الحاكم بمعارض يراه تهديداً لسلطته؟ أو كيف يمكن تحقيق مصالحة حقيقية بين الحاكم والمحكوم؟ على سبيل المثال: كيف يمكن تجاوز حاجز الخوف من إسرائيل باعتبارها "محرك السياسة في المنطقة"، في ظل سردية سائدة تقول إن مواجهتها ستؤدي إلى زعزعة النظام السياسي والاجتماعي في كل من يعارضها؟
ما يجب علينا فعله هو تجاوز هذه الحواجز الوهمية، ومراجعة شاملة للعديد من العوائق التي تمنعنا من التفكير كأمة واحدة، أو كمجموعة من البشر تجمعهم ذاكرة مشتركة، ويهددهم مستقبل قاتم. لا مجال هنا للحديث عن الواقعية أو المثالية المفرطة. الأمر يتعلق بالرضا بالواقع المرير لأنه يرضي مصالحنا الآنية، والامتناع التام عن التفكير بطريقة مختلفة ومبتكرة.
البديل المقنع
إذا كنا لا نرغب في طرح الأسئلة الصعبة التي تتجاوز مسلماتنا الراسخة، فلن نجد أي بديل حقيقي وجذاب يقدَم لنا.
لقد كشفت لنا الأحداث المأساوية في غزة بشكل قاطع عن عجزنا التام، وأننا أسرى لنظام عالمي جائر تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الصورة الذهنية المرسومة عنا في هذا العالم – من قبل من يحكمونه – صورة سلبية للغاية. وهذا لم يتكون بين ليلة وضحاها، بل هو نتيجة تراكمات طويلة.
ربما ساهمت الحرب على غزة في تعديل هذه الصورة المشوهة، ولكننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن المستوى الذي يمكننا من صياغة سردياتنا الخاصة عن منطقتنا، وعن العرب والمسلمين. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو أننا ممزقون، متفرقون، مختلفون، إلى درجة نفقد فيها الحد الأدنى من التماسك الفكري الضروري لبناء سردية قادرة على تغيير النظرة النمطية السلبية.
لا يوجد أي بديل حقيقي. فكل ما نقوم به هو مجرد ردود أفعال عشوائية لا تتبع رؤية إستراتيجية واضحة المعالم، مما يجعل الاستنزاف حالة مستمرة ودائمة. فالمفاجآت والأحداث الطارئة يصعب التعامل معها في ظل التفكك الداخلي الذي نعانيه.
لذا، فإن التمسك بالأسئلة الأساسية، ومواجهة هذه الخلافات والانقسامات بوضوح وشفافية، هو البديل الوحيد الذي يمكن أن يفصلنا عن ماضٍ بائس يود حجب المستقبل المشرق.
غزة وسرديتها
لقد أسقطت أحداث غزة الأخيرة الكثير من السرديات التي كانت تهيمن على الخطاب السياسي والإعلامي في المنطقة، ومنها تلك التي وضعت المعارضة – في بعض البلدان – في خانة الخونة والعملاء لإسرائيل، وصورت الدول كضحايا لمؤامرات المعارضة مع قوى خارجية.
لم تعد هذه الرواية مقبولة أو منطقية. ولم تعد دول المنطقة أهدافاً سهلة الاختراق من قبل أجهزة استخبارات أجنبية، فهي أصلاً لا تتعارض مع المصالح الغربية.
وفي المقابل، فإن السردية النقيضة التي تتهم تلك الدول بالعمالة للغرب أيضاً لا تخدم أحداً. فهناك بالفعل ظروف قاسية وخيارات صعبة للغاية يواجهها المسؤولون في هذه الدول. وهذا ما يجب أن يكون واضحاً للجميع، حتى نتمكن من تجاوز هذه السرديات المضللة، فالكل مرتبط بالغرب بطريقة أو بأخرى.
غزة زعزعت الكثير من الانقسامات الذهنية التي تسيطر على عقولنا: الانقسامات المذهبية والطائفية، الثنائية المصطنعة بين الحاكم والمحكوم، الصراعات بين التيارات الفكرية المتناحرة. لقد جمعت العالم على كلمة سواء، وهدف مشترك نبيل.
إن الأزمة التي نتابعها لحظة بلحظة في غزة قد حركت فينا الغريزة والوعي معاً، ولم تعد هناك محرمات فكرية تعيق الوصول إلى الحقيقة. حينها سيتمكن الناس من الاجتماع حول فكرة موحدة وهدف مشترك. وهذا ما ينبغي علينا فعله على وجه السرعة.
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تسريع وتيرة إدراكنا للأزمة، والشعور العميق بها، وهو ما يسميه الفيلسوف الكندي بول ثاجارد بـ "إدراك الإدراك"، أي بناء مظلة معرفية نصور بها أنفسنا داخل الزمن التاريخي، مما يسمح لنا بتخيل واقع أفضل ومستقبل مشرق إذا تخلصنا من الانقسامات التي تمنعنا من الخيال والإبداع أصلاً.
سقوط المدخل الثقافي
لقد سيطرت على عقول الكثيرين فكرة زائفة مفادها أن المدخل الثقافي هو الطريق الأمثل للتغيير المنشود، فأعادونا إلى أعماق التاريخ، واستغرقوا في ترف الاستقراء المستمر لنمط التاريخ. إنه نوع من "التاريخانية" التي دحضها كارل بوبر بوضوح في كتابه الشهير "المجتمع المفتوح".
تلك "التاريخانية" نفسها قد سادت الفكر العربي، وإن أردنا أن نكون منصفين، فإن مدارس الإدراك الحديثة، وعلوم الأعصاب، والتجارب السلوكية، كلها تناقض بشكل قاطع فكرة أن تخلف الإنسان سببه ثقافته، كما يدعي أنصار هذا الاتجاه.
ولا ننسى أن الكثير من الكتب الفكرية لا تخضع لمراجعة أكاديمية صارمة، مما يجعلها ذات طبيعة تعبوية وانتقائية في المراجع والاستشهادات. وبالتالي، فإن الغاية النهائية لهذا المدخل تبقى تغيير ثقافة الناس، وهو أمر بالغ التعقيد ولا يمكن ضبطه أو حتى فهمه بدقة.
فالثقافة اليوم لم تعد هي ذاتها التي تحدث عنها مفكرون عظام كمالك بن نبي، أو تلك التي صاغها عبد الوهاب المسيري كنموذج معرفي متكامل، أو حتى تلك التي ناقشها الجابري وطه عبد الرحمن تحت عنوان "العقل العربي".
بعد ثورات الربيع العربي، عادت الأيديولوجيات لتتصدر النقاشات، وتجددت الخلافات الحادة حول القضايا الكبرى، بما فيها القضايا التاريخية، في محاولة يائسة لحل الإشكالات البنيوية العميقة في الدولة، لكنها لم تفض في النهاية إلى أي حلول عملية وملموسة.
لقد تحدثت سابقاً عن سقوط المدخل الثقافي، ولكن ما يجب إدراكه هو أن التغيير المنشود ممكن وسهل ولا يتطلب وقتاً طويلاً. ففهم الناس، وعلاقاتهم الاجتماعية، وبيئاتهم المحيطة، قد يكون أسهل بكثير من تغيير الثقافة السائدة.
وهذا لا يعني أن المشروع الثقافي مشروع عقيم لا طائل منه، ولكن النقاشات المطولة في القضايا الكبرى قد جرتنا إلى طريق مسدود وأوصلتنا إلى حائط لا يمكن تجاوزه.
وبالطبع، لا يتوقف الأمر عند السرديات المتناقضة، بل هناك مثلث معروف يتصل أيضاً بالمواقف والحلول المطروحة. فالوصول إلى فهم أعمق للسرديات المختلفة قد يمهد الطريق لعقلنة التفكير وتجاوز الانفعالات.
وهذا تماماً ما فعله اليهود بعد المحرقة المروعة التي تعرضوا لها. لقد طُردوا من معظم الدول: أمريكا اللاتينية، أمريكا الشمالية، بريطانيا، وكانوا منبوذين في أوروبا، ثم انتهى بهم المطاف إلى السيطرة على أوروبا والمملكة المتحدة، وذلك بفضل سردية مؤثرة وفعالة تدعي امتلاكهم للمال والنفوذ والقدرة على التأثير في القرارات السياسية والاقتصادية العالمية، وسلسلة من التحويلات المالية التي أفضت في النهاية إلى "وعد بلفور" المشؤوم، الذي بدأ بعبارة "إلى عزيزي روتشيلد".
السرديات والمشاريع
علينا أن نبحث بجدية عن سردية جامعة وشاملة، بدلاً من الغرق في النظرة المعيارية الضيقة التي لن تقودنا إلا إلى هاوية سحيقة لا قرار لها.
هناك انقسامات مذهبية وطائفية، انقسامات سياسية حادة، مشاريع متضاربة ومتناحرة، سلطات قوية تتربص بمعارضة ضعيفة ومنقسمة، وشعوب حائرة جاهلة تغشاها الضبابية، وتحلم بمستقبل أفضل ومشرق، لكنها تائهة في ضباب الحاضر الكئيب، ومثقلة بمآسي الماضي الأليم.
من الصعب أن نكرر نفس الأساليب القديمة بأسلوب استقرائي تقليدي لنصل إلى نتائج مختلفة ومغايرة. فاستمرارية الأزمة الراهنة تفرض علينا أن نغير من أدوات التفكير بشكل جذري وعميق: كيف نزيل الحواجز النفسية والاجتماعية التي تفرقنا؟ كيف نبحث عن سردية جامعة وموحدة؟
كيف نطمئن كل طرف على مصالحه المشروعة؟ كيف نقنع الآخر بالتنازل عن شيء من كبريائه أو غضبه أو جشعه؟ كيف نخاطب الغرائز والعواطف الكامنة، وكل ما هو موجود في اللاوعي الجمعي، بأسلوب وسلوك واضحين وصريحين ومفهومين، حتى نصل لاحقاً إلى العقلانية والمنطق السليم؟
الدماغ البشري بطبيعته يميل إلى تبسيط الأمور المعقدة كي نتمكن من استيعابها وفهمها بشكل أفضل. وبفهمنا العميق لتلك الحواجز النفسية والاجتماعية التي تعيق تقدمنا، يمكننا تسميتها بوضوح، ومحاورتها بتعقل، وتفكيكها تدريجياً، وصولاً إلى توافقات صغرى قد تنمو مع مرور الوقت لتتحول إلى حلول كبرى وناجعة.
إن فتح قنوات الحوار البناء، على جميع المستويات، مع الإدراك التام بأن الانحيازات والانقسامات العميقة لا ترتبط بالمنطق والعقلانية، بقدر ما تدار وتحركها مشاعر خفية وكامنة تدفع كل طرف إلى الحفاظ على مصالحه السياسية والاقتصادية الضيقة. فالمعركة الحقيقية هي معركة في العقول والقلوب، والسلاح الفعال هو سلاح المشاعر الإنسانية النبيلة، والواقع وحده هو الذي سيصدق أو يكذب هذا الافتراض.
نقطة التحول الثلاثية
هذا النوع من الحوار الجاد والمثمر يمكن أن يتخذ أشكالاً مؤسسية منظمة، من خلال إنشاء جمعيات أو منتديات متخصصة لهذا الغرض. وهذا ليس أمراً جديداً في التاريخ، فقد تكرر في مراحل مختلفة.
فعندما حوكم العالم الفلكي الشهير غاليليو بسبب نظريته الثورية عن مركزية الشمس، بدأ العلماء في فرنسا في القرن السابع عشر بتأسيس جمعيات ثقافية سرية يلتقي فيها أصحاب الأفكار المبتكرة والمرفوضة كنسياً في ذلك الوقت.
وكان من بين أبرز هؤلاء الراهب والعالم الفرنسي مارين مارسين، الذي أصبح بمثابة غطاء فكري واق لعدد كبير من العقول اللامعة في ذلك العصر، مثل: رينيه ديكارت، توماس هوبز، جان جاك روسو، وغيرهم.
تكرر الأمر نفسه في أسكتلندا، حيث ظهر علماء بارزون كآدم سميث وديفيد هيوم، ثم ظهر في فيينا ما سمي بـ "مدرسة فيينا"، وبعدها في المدرسة القارية التي شكلت الأساس الفكري لما بعد الحداثة.
كل هذه الحركات الفكرية لم تعمل بطريقة هرمية تقليدية، بل من خلال شبكات واسعة من الحوار المفتوح والمراسلات المتبادلة والتجريب الفكري الجريء، حتى تحولت إلى تيار فكري جارف يربط بين الجميع، ويمكن الحاكم والمحكوم من حفظ ماء الوجه.
ومن هنا، لا بد أن نصل إلى توافق حول ثلاث قضايا أساسية، حتى وإن كان الاتفاق عليها سينتقص من بعض القيم أو المعتقدات السائدة، فإنها ستعد مكاسب كبيرة في مواجهة الانزلاق المتسارع نحو الهاوية. هذه القضايا الثلاث هي:
- التضامن والتآزر.
- تعدد الشرعيات.
- نقطة التحول المشتركة.
أما القضية الأولى، فهي ضرورية لخلق مناخ عام من التوافق والوئام والتعاون البناء. والقضية الثانية، ضرورية لإقصاء منطق الإقصاء والتهميش، والاعتراف بأن شرعية السرديات متعددة ومتنوعة وتشمل الجميع، بمن في ذلك الحكام.
أما القضية الثالثة، فهي التحول المشترك الذي يجب التوافق عليه، شريطة أن يتم التغيير فيه بطريقة متدرجة وعقلانية وهادئة، لا توحي لأي طرف بأنه سيتعرض للخديعة أو الانقلاب عليه، كما حدث بعد ثورات الربيع العربي.